حور عضو نشيط
عدد الرسائل : 132 العمر : 35 البلد/المنطقة : السعودية النقاط : 10 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: صـــوتي الأخــــرس 4/21/2008, 2:56 pm | |
| سكون يلف المكان برداء ه الأسود في إحدى لياليه الباردة ... لا يتمرد علية ويعكر هدوءه سوى زخات مطر تطرق نافذتي لتعيدني لأرض الواقع ... فتتهادى دمعة عاندت الأحداق .. لتهوي على وسادتي .. وتنطلق آهات مسجونة في قلب تعب من الترحال .. وأضناه البعد .. وأحرقه الشوق ... هذه المرة سأستجمع قوتي لأقف بوجهها وأتكلم بصوت مرتفع ... ولن ترغمني على شيء لا أريده ... لا أحد يستطيع إرغامي على شي ... لم أفق من شتاتي إلا على صوتها تناديني و تقتحم غرفتي كالإعصار متسائلة : ناي ألم تجهزي بعد ؟! بقي ثلاث ساعات على موعد الطائرة أسرعي بالإنتهاء من حقائبك .. أردت أن أتكلم .. فتلعثمت و أحسست بغصة بحلقي تكاد تخرج معها روحي .... لم أستطع أن أرفض فقد خانتني قوتي هذه المرة ... واكتفيت بأن أطلقت سهام نظراتي المكسورة .. اليائسة .. والرافضة .. لعلها تفهم من خلالها رفضي لكن يا لغبائي وكيف ستعرف وأنا لم أنطق بحرف ... يا إلهي ماذا سأفعل ... لحظات الصمت تعود لتلف المكان من جديد بعد خروجها .. أبحرت من جديد في محيط ذكرياتي ... أخذتني أول موجة إليك يا بدر لازلت أحبك و قلبي ينبض بحبك ... ولا زلت أزور الأماكن التي حضنت حبنا و التي زرنها سوياً ... ولا أزال أحتفظ برسائلك .. وعطرك .. آه .. يا أبي ليتك لم تمت لكنت بأفضل حالاً الآن ... سامحك الله يأمي فرقتنا أنا وبدر وأبعدته عني حتى لا يشاركك أحد بي أعلم أنك تحبيني وتدلليني لأني وحيدتك لكنك حب التملك هذا قتلني .. وقتل فرحتي.. وسلبني أحلامي ودمر ذاتي ...
ناي : موعد الطائرة أقترب وأنتي لا تزال تغطي بأحلام يقظتك؟! أمي منذ متى وأنت هنا ...! منذ قليل هيا سأقول للخادمة أن تساعدك في حزم حقائبك... لا يا أمي .. قلتها بصوت أشبة بصوت إنسان يحتضر... لا أريد أن أسافر يا أمي لقد مللت من الترحال حول العالم من مدينة الضباب.. إلى مدينة العطور .. إلى رحلات السفاري.. و حفلات ... أنتي تفعلين ما تريدين لكن هل سألت نفسك يوماً ما لذي أريده أنا .. نعم لا أريد أن أسافرقلتها بكل ثقة وقوة ... فأنا يأمي لا يكاد يمر علي يوما خارج الوطن حتى أشعر بالشوق الجامح ... و الحنين لأرضي .. وأهلي .. وصديقاتي .. أريد أن أتنفس هواء الرياض فحبي للرياض يسكن بين أهدابي ويفوق كلماتي.. حاولي أن تفهميني لمرة واحدة أنني أكره حياتك.. وسفرك .. وثقافتك المزيفة .. و برودك وغرورك ... لم أكد أنهي ثورتي حتى أحسست بصفعة تهوي على وجهي لتنهي ثورتي وتخرس صوتي للأبد قالت لي بكل هدوءا: أمامك نصف ساعة لتجهزي بها هل فهمتي ولا تجبرينني على تصرف آخر ..! وجدت نفسي والدموع تنهمر من عيني أجمع ما تبقى من أشلائي بعد معركة خاسرة كنت أعرف مسبقاً أنها ستكون مثل ما سبقها من معارك.. مسحت دمعتي وحزمت حقائبي.. وأتشحت بالسواد لأعلن الحداد خارج أرض الوطن ... | |
|