هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تأمل في ليلة ممطرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حور
عضو نشيط
عضو نشيط
حور


عدد الرسائل : 132
العمر : 35
البلد/المنطقة : السعودية
النقاط : 10
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

تأمل في ليلة ممطرة Empty
مُساهمةموضوع: تأمل في ليلة ممطرة   تأمل في ليلة ممطرة I_icon_minitime4/25/2008, 2:01 pm

تــأمــــل فــي لــيـــلـــة ممـــطـــرة...


مطر النهار
ما من شيء أدعى إلى الاكتئاب من نهار ممطر
لأنه يفترض بالنهار أن يكون ملكاً مقصوراً على الضوء والبهجة والإشعاع
ويكون حصراً على الشمس لا يشاركها في سلطانها أحد
عندما تمطر نهاراً, تتبلد السماء بالغيوم, يعتم الكون, ويصبح كأنه وجه حزين
أو مريض
أو كأنما العالم على شفير نهايته!!
وغالباً ما يكون مصحوباً برائحةمميزة, هي رائحة اختلاط الماء مع الغبار أو التراب
وهي ليست من روائحي المفضلة على أية حال
وهذه البيئة النموذجية كفيلة لتصيب أي شخص بالاكتئاب



أما مطر المساء.. فعلى العكس تماماً..
قمة السلام
وقمة الهدوء
وقمة الرومانسية
فأنت لا ترى سوى زخات المطر تبلل النوافذ والجدران ومعاطف الناس فتغدو لامعة
والكل يختبئ هنا وهناك حتى لا يصيبه المطر
إلا فئة منهم
إما يرقبونه من خلف الزجاج بنظرات ساهمة وابتسامة رضا لا يعون لها
أو يستقبلونه بأجسادهم ويستلذون إذا داعبت القطرات وجوههم
ويودون لو يرقصوا بانطلاق تحت مثل هذه الأجواء
بل ويغمرهم شعور السكون إذا رأوا الشواطئ خالية من أي أحد
ويسعدون بالشوارع كيف تبدو عاكسة بفعل المياه
وربما هنئوا بوحدتهم اللذيذة واختاروا التفكير في لا شيء لأنهم يعيشون حالة سلام مع أرواحهم
وأعينهم تنظر إلى الملائكية التي تلف الكون...
وربما طرق آذانهم إيقاع موسيقى هادئة يطربون به
أو سافروا إلى أجواء إحدى قصائد نزار* حيث هو العاشق الضائع ليلاً الذي يجوب الأرصفة في أجواء المطر باحثاً عن حبيبته المسافرة...
مثل هكذا قصائد -رغم الحزن الذي يتسرب من بعض مقاطعها- إلا أنها لا تشعرك أبداً باليأس أو الإحباط
إنها ترفعك إلى ما فوق مستوى الوقوف على الأرض
وتمنح شعوراً باللذة يجده حتى من لم يعش حالة كحالة بطل القصيدة
وربما أشجنت البعض بشكل رقيق...
على أية حال.. هي ملائمة تماماً لوضع المطر..





المطر.. يشعرني فجأة وكأن -لأول مرة- السماء هي أنثى, امرأة جميلة عاشقة تقطر حناناً, أو تبكي شوقاً أو شجناً.. أو تطلب حباً مستحيلاً.. أو اهتماماً
ربما تعبت من الطيور
أو ملت من النظام والحياة الرتيبة..
ربما.. أرادت لليلة واحدة في عمرها الأسطوري أن تتمرد..
وترتدي أقصر فساتينها..
وتصخب..
وترقص بجنون حتى الفجر..
ربما أرادت أن تكون بنهاية الليلة مثقلة..
ومخمورة..
ونائمة قبل أن تزعجها الشمس..
وأن تؤدي مهمتها للمرة الأولى بكسل.. ونعاس
..





وكيف لا تكون السماء امرأة؟
إنها تفعل ما تفعله أي امرأة تعبت من الإهمال
وقررت أن تخرج عن طبعها لليلة واحدة
وتتصرف بجموح..
لعلها تلفت انتباه ذلك الوسيم المغرور الذي لا يكف عن المباهاة وسرقة قلوب الأخريات
.. كل شي واضح
فعندما يحدث البرق.. تكون هي قد ضحكت ضحكتها الرنانة!!
أو أنها زينة فستانها الجميل تعكس الأضواء..
وعندما يحدث الرعد.. تكون هي قد صرخت بسرور وصخب لعل القمر يغمزها..
أو يدعوها لرقصة..
وما يكون المطر؟؟ سوى الخطوط التي نرسمها على الورق حول الشخص الذي يصرخ..
أو المندهش..
أو المنبهر..!!




وهاهو إذا بلغنا كان مصدراً للذة.. والدهشة.. والسلام..
إنها فلسفة الهائمين بأبصارهم في دنيا المطر..
فلا يتعجب أحدهم إن سألني:
ماذا يعني لكِ المطر؟؟
فقلت: يعني أن سيدة جميلة ترقص فوق رؤوسنا!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأمل في ليلة ممطرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الشعرية و الأدبية :: منتدى الشعر-
انتقل الى: