الحلقة الاولى
الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وآله وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
عام الفيل:
قبل الهجره باثنتين وخمسين سنه توجه ابرهة الاشرم من اليمن بجيش كبير عماده محاربون يركبون الفيله توجه نحو مكه لتدمير بيت الله وقام في طريقه إلى مكه بالقضاء على كل من حاول الوقوف في وجهه.
وصل جيش ابرهة إلى ضواحي مكه وكان الوقت ليلا فأقام معسكره هناك في انتظار الصباح ليشرع في هجومه بينما سارع اهل مكه إلى الجبال هربا منه وأسلموا الكعبه إلى الله فهو سبحانه الكفيل بالدفاع عنها فهي أول بيت أقيم في الارض لعبادته تعالى.
وفي الصباح الباكر شرع المقاتلون بهجومهم على الكعبه يتقدمهم ركاب الفيله وفجأة ظهرت في السماء أسراب هائله من الطيور تحمل في مناقيرها حجاره صغيره قامت بالقائها فوق رؤوس أبرهة ورجاله ارتفع صراخ العسكر وتعالى أنينهم وتوجعهم وبدأوا يتساقطون الراكب منهم والرجال الحصان وفارسه الفيل وراكب الفيل تساقطوا فوق بعضهم أكواما من الجثث وهكذا قضى الإله القدير على اعدائه المارقين. وكان هذا الحدث العجيب وراء تسمية تلك السنه بـــ(( عام الفيل)) العام الذي تم فيه القضاء -وبإرادة العلي القدير- على فيله الحرب وركابها بحجاره صغيره اخترقت اجسادهم وحفظ الله بيته من عدوان المعتدين
محمد الأمين:
في ذلك العام (( عام الفيل )) ولد الرسول الأكرم لامه آمنه بنت وهب وكانت آمنه سليلة بيت الكرم والشرف وقد اشتهرت بالسمعه الطيبه والطهارة والعفاف اما ابوه فكان يدعى عبدالله الابن المحبوب من أبيه عبد المطلب (جد الرسول) وسيد قومه وموضع اعتزازهم واحترامهم . وقد فارق عبدالله الحياة قبل ولادة الرسول الأكرم (ص) أما آمنه فقد انتقلت إلى رحمة ربها بعد ولادته(ص) بست سنوات فكفله جده عبدالمطلب وعهد به إلى امرأه عفيفه شريفه اسمها حليمه السعديه لتقوم بإرضاعه ورعايته ، وقد توفي عبد المطلب بعد عامين فأخذه عمه ابو طالب إلى بيته وتكفل برعايته وتربيته.
كان أبو طالب يتعاطى التجارة، وكان من عادة تجار مكه أن يخرجوا بتجارتهم إلى الشام مرة في السنه، وقد رافق محمد (ص) أمانته واستقامته حتى اشتهر بينهم بـــ((محمد الأمين)) ولما علمت خديجه باستقامته وأمانته وكانت من أشرف نساء مكه وأكثرهن ثراء سلمته أعمالها التجاريه فأكتسب خبره واسعه بطرق وأصول التجاره، ثم ما لبثت أن أحبت أخلاقه وعزة نفسه، فتزوجت منه ، ووضعت بين يديه وفي تصرفه، كامل ثروتها وأعمالها......
فقام (ص) مستعينا بقوة شبابه وإرادته ، وما وفرته له زوجته من إمكانيات ، قام بمساعدة المظلومين ، ومد يد العون إلى الفقراء المستضعفين
رزق (ص) من خديجه بستة أبناء: ولدين اسماهما قاسما وعبدالله، وقد توفيا صغيرين قبل بعثته(ص)
واربع بنات هن رقيه وزينب وام كلثوم وفاطمه (ع) وكان (ص) كثير الصبر عظيم الجلد فلم يبدر منه اي إحساس بالضعف لموت ولديه بل تقبل قضاء الله وحكمه بالرضى والإقرار
كان (ص) يتمتع باحترام شديد بين الناس وكانوا يرجعون اليه ليساعدهم في حل مشاكلهم وكانوا يثقون به ويعتمدون عليه، ويودعون لديه أماناتهم ولم تعرف عنه كذبه واحده لأنه كان رجلا صادقا مؤمنا ( وإنك لعلى خلق عظيم)( القلم-4)
كان الناس في تلك الايام يعبدون الاصنام بينما كان هو يعبد الله الواحد الأحد مله جده إبراهيم الخليل (ع) وكان يقضي معظم وقته يتعبد في غار حراء وهو غار يقع على قمة الجبل في شمال مكه وكان يذهب خفية إلى هناك فيقضي شهر رمضان بكامله يصلي ويعبد ربه ويناجيه
البعثه:
في السابع والعشرين من شهر رجب، وكان (ص) كعهده دائما مشغولا بعبادته في الغار وإذا بجبرائيل- ملاك الرحمان -يظهر امامه وما إن تطلع إليه حتى بادره قائلا (اقرأ)!! لكن محمد (ص) والذي لم يكن قد تلقى اي تعليم وهو لا يحسن القراءه أو الكتابه اجابه متعجبا: وماذا أقرأ؟ فأنا لا أحسن القراءه! قال جبرائيل مكررا أمره((اقرأ))!! لكنه وللمره الثانيه سمع الرد نفسه وحين كرر قوله للمره ثالثه احس محمد (ص) أن باستطاعته أن يقرأ ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )
وهكذا اختر الله سبحانه محمدا (ص) للنبوه وهو في سن الأربعين وكلفه بأن يقوم بهدايه الناس وإخراجهم من الظلمات والشرك والجهل الذي هم فيه ، إلى رحاب العلم ونور الإيمان وأن يرشدهم إلى طريق السعاده والفلاح في الدنيا والآخره ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء- 107)
نزل رسول(ص) من الجبل مضطربا وتوجه إلى بيته ، وهناك كانت أول امرأه آمنت به ، وهي زوجته خديجه، وأول رجل مد يده اليه بالبيعه، ابن عمه الفتى علي ابن ابي طالب (ع) الذي تربى في بيت الرسول (ص) منذ نعومة أظفاره
وأنذر عشيرتك الأقربين:
كان النبي (ص) حين يقوم للصلاة يقف علي (ع) عن يمينه وتقف خديجه من ورائه واستمر الأمر كذلك حتى أمر ابو طالب ولده جعفر (ع) باتباع الرسول (ص) ثم نزل إليه أمر الله تعالى بأن يقوم بدعو اهله وعشيرته الأقربين إلى الاسلام (وأنذر عشيرتك الأقربين )( الشعراء-214)
فدعا (ص) إلى بيته مايزيد على أربعين فردا من بني هاشم ، وبعد ان تناولو الطعام وقف بينهم وحمد الله واثنى عليه ثم قال : يابني عبد المطلب إني والله ما اعلم شابا في العرب، جاء قومه بأفضل مما جئتكم بخير الدنيا والآخره، وقد أمرني الله تعالى أن ادعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟))
ومن بين الحضور جميعهم وقف علي (ع) وهو مايزال ابن عشر سنوات وأعلن استعداده لمؤازرة الرسول (ص) كرر الرسول (ص) قوله ثلاث مرات وكان الوحيد الذي استجاب له في المرات الثلاث هو علي (ع)
بقى الرسول (ص) يدعو إلى الاسلام سرا، لمدة ثلاث سنوات واستجاب لدعوة الإيمان عدد قليل من الناس.
في مواجهة الشرك:
في تلك الايام كان الناس يفدون إلى مكه من بلاد وأماكن بعيده للحج وكانوا يحضرون معهم بضائع يحتاجها أهل مكه فيتجرون بها معهم وكان هذا العمل مصدر ربح وفير يجنيه أثرياء مكه والربح هو همهم ومحور تفكيرهم.
كان الرسول (ص) يدعو الناس إلى ترك العادات السيئه ، كالزنا وشرب الخمروواد البنات وقتلهم ، واكل مال اليتيم واكل الميته وشهادة الزور وغير ذلك من الفواحش وكان يدعوهم بالمقابل إلى الأمر بالمعروف والاحسان إلى الأرامل واليتامى والمساكين وصلة الرحم وحسن الجوار
وكان (ص) يجلس إلى أولئك الزوار القادمين من بعيد ويتحدث إليهم وينصحهم بترك عبادة الأصنام التي صنعها الكفار بأيديهم من الخشب والحجاره ونصبرها في المسجد الحرام فوق الكعبه ينصحهم بترك عبادتها لانها لا تنفعهم ولا تضرهم وأن يتجهوا بالعبادة إلى الإله الواحد خالق كل شيء
كان اثرياء مكه يتساءلون : ماذا لو استمع الناس إلى محمد وتركوا عبادة الأصنام إذن لا نقطع قدومهم إلى مكه وانقطع معهم مورد رزقنا ومصدر ارباحنا لذلك شرعوا في اعلان الخصام الشديد لمحمد (ص) ولتابعيه من المسلمين الاوائل ورغم ذلك فقد كان عدد المؤمنين يزداد يوما عن يوم كما كانت معاملة قريش له ولاصحابه تزداد قسوه ووحشيه . وكان مشركو قريش ينزلون بالمسلمين الاذى والضرر ويوجهون لهم السباب والشتائم كي يمنعوا انتشار الاسلام بين الناس غير انهم لم يجرؤوا على توجيه الاذى لجميع المسلمين الانهم بنتسبون إلى قبائل عديده تحسب قريش حسابها وأمام عجزهم ذاك قفد توجه نفر من اعيانهم إلى بيت ابي طالب عم الرسول وحاميه وسيد بني هاشم وشكوا اليه أمرهم مع محمد قائلين:
يا ابا طالب ! إن ابن اخيك محمد قد عاب آلهتنا وسفه أحلامنا وسخر من عقائدنا واتهم آباءنا بالضلال ونحن على استعداد لكي نقدم اليه كل ما يطلب لو ترك هذا الامر فإما أن تمنعه أنت وإما أن تسلمه إلينا فنرى فيه رأينا
قال ابو طالب : سأتحدث إليه في هذا الامر وعنما نقل ابو طالب اقوال قريش إلى النبي (ص) أجابه: ((والله ياعم ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه)) فلما سمع ابو طالب مقالة النبي (ص) ورده على العرض الذي تقدمت به قريش اخذ يده بقوه وحرارة قائلا : وأنا أيضا أقسم بالله، أني لن ارفع يدي عنك ، فسر في طريقك
رأى كبار قريش ان يلجأوا إلى الخديعه والمكر بعد ان رأوا فشل تخطيطهم فقالوا له: يا ابا طالب إن محمد قد شتت جموعنا وسخر منا ومن اصنامنا التى نحن لها عابدون حتى اغرى بنا غلماننا وشجعهم على العصيان والتمرد ونحن لا نرى تفسيرا لسلوكه ولا ندري ماهو غرضه فإن كان فقيرا أغنيناه وإن كان يريد الملك والجاه أمرناه علينا وله منا الطاعه وكل مانطلبه منه هو ان يتخلى عن هذه الدعوه ! ويتركنا لحالنا وامورنا . لكن الرسول (ص) نظر إلى عمه وقال : يا عماه ، أنا لا اريد من هؤلاء الناس شيئا ! ولا اطلب منهم إلا أن يؤمنوا بالله الواحد العظيم ويتركوا معبوداتهم وأصنامهم الحقيره تلك ، فإنها لا تغنى عنهم شيئا سمع رجال قريش جواب الرسول (ص) فامتلاوا غضبا وغيظا ! وخرجوا وقد صمموا على ان يستعملو معه الشده والقسوه منذ ذلك اليوم
عقب هذه الحادثه، ضاعفت قريش من إيذائها للرسول وتعذيبها لاصحابه حتى أن بعض اقارب النبي (ص) كأبي لهب ، غدوا من اعدى اعدائه فكانوا يرمونه بالاقذار ويسخرون منه ويوجهون إليه السباب على مرأى من الناس حتى أنهم اتهموه بالخبل والجنون لكنهم كانو عبثا يحاولون فلم يفوزوا من افعالهم هذه بطائل وكم كانوا يتمنون لو يقتلوه ويتخلصوا منه لولا خوفهم من عزيمة ابي طالب وسيف حمزه وانتقام بني هاشم وكم من مره رسموا خططا لقتله لكنهم كلما حاولوا تنفيذ خططهم الشريره ، كان الله سبحانه لهم بالمرصاد، فأبطل أعمالهم وسفه أحلامهم
أول شهاده في الاسلام:
كان نصيب بعض المسلمين من الأذي قليلا، لانهم ينتمون إلى قبائل كبيره ومشهوره وكان المشركون يخافون من قبائلهم تلك لكن أكثر أتباع الدين الاسلامي كانوا من الفقراء المستضعفين او من العبيد الأرقاء فكان ألأذى الذي ينزل بهم اقوى ,أشد كبلال الحبشي وكان عبدا اسود البشره فقد طرحه سيده فوق الاحجار الملتهبه تحت شمس مكه الحارقه كما طرحت فوق صدره صخور كبيره الحجم وترك ساعات يعاني من العذاب والحر والجوع والعطش كانوا يطلبون من الابتعاد عن محمد ودعوته لكن جواب بلال لهم كان قوله ... احد احد الله واحد فما كان من المشركين اخيرا الا ان ربطوه بحبل وصاروا يجرونه في ازقه مكه فوق الاحجار والرمال لكن بلالا كان مسلما حقا ولم تكن شدة العذاب الا لتزيده قوة وايمانا
كما كان ياسر وسميه وابنهما عمار من المسلمين المستضعفين المحرومين ممن يحميهم ويدفع الاذى عنهم لذلك فقد راوا من العذاب اشده اما ياسر وسميه فقد قاومهم حتى اقترب من الموت بعد ان راى مصرع ابويه امام عينيه لكنه لم يكن ابدا ليرتد عن شريعة الاسلام وان تفوه بكلمه الكفر تقيه تحت تاثسر العذاب (إلا من أكره وقلبه مطمئن بلإيمان) (النحل-106)
كان الرسول (ص) يرى هذه الألوان من العذاب تنزل باصحابه واحبابه فيتفطر لهم قلبه العطوف ويألم لمصابهم لكنه لم يكن يملك من علاج إلا الصبر الجميل
المقاطعه:
احس مشركو قريش ان خططهم لم تصل إلى نتيجه ورأوا الخطر يزداد عليهم بازدياد انتشار الاسلام فلجأوا إلأى تدبير خسيس بعيد عن الانسانيه وقرروا مقاطعه المسلمين وفرض الحصار الاقتصادي عليهم وأصدروا وثيقه تتضمن أربع نقاط للمقاطعه:
1- منع الشراء والمبيع من المسلمين
2- مناصرة خصوم محمد ، والالتزام بها ، واجب في جميع النزاعات
3- لا حق لاحد في الزواج من المسلمين او تزويجهم
4- يمنع اي شكل من اشكال التعامل او العلاقه مع المسلمين
وعلقو صحيفه المقاطعه هذه على الكعبه
لما راى ابو طالب ما وصلت اليه الحال وكيف غدت معيشة المسلمين مستحيله في مكه تقدم من ابن اخيه وعرض عليه ان يغادر بنو هاشم إلى بعض ضواحي مكه ليقيموا في واد يعرف بــــ (( شعب ابي طالب )) وحين لمس قبولا من الرسول (ص) باقتراحه جمع افراد بني هاشم وقال لهم : لقد عزم محمد على الانتقال إلى شعب لذا فكل منكم مكلف بمرافقته وان يكون له مساعدا وظهيرا حتى النفس الاخير
امتدت مقاطعة قريش لبني هاشم ثلاث سنوات كانت من اشد الفترات قسوه على المسلمين وخاصة من حيث قلة المواد الغذائيه التى وصلت إلى حد كان فيه الفرد منهم ينال حبه تمر واحده في اليوم بل كانت حبة تمر هذه تقسم احيانا بين اثنين منهم وكان علي (ع) ياتيهم بالطعام سرا من مكه وفي لاشهر الحرم حين كان الامن يتوفر بشكل افضل كان بعض فتيان بني هاشم يقصدون مكه لتأمين بعض ما يلزمهم من حاجيات فكانت قريش تحرض الباعه على رفع اسعارهم واكن ابو لهب يصيح في اسواق مكه قائلا: ايها الناس ارفعوا من اسعاركم حتى لا يستطيع المسلمون شراء ما يلزمهم!! ما اشبه اليوم بالبارحه فقوى الاستكبار اليوم تعمل جاهده على إدخال المسلمين في مسالك مماثله ولا يزال هناك اناس مثل ابي لهب يغتنمون ظروف الحصار الاقتصادي فيرفعون اسعار بضائعهم يوما عن يوم إنهم من امثال ابي لهب ومن السائرين على دربه وهم ليسو جديرين بحال من الاحوال ان يدعوا بالمؤمنين
بعد مقاطعة دامت ثلاث سنوات دون طائل وحين ثبت لقريش ان الحصار لاقتصادي بدوره لم يأت بنتيجه ولم يفت من عزيمة المسلمين بل وادهم إيمانا ندم بعض القرشيين على ما اقدم عليه قومهم وبدأوا شيئا فشيئا بخففون من الحصار حتى انتهى الامر بأن اصبح المسلمون احرارا في المجيء إلى مكه واستطاعوا ان يعودوا ثانيه إلى بيوتهم وكان ذلك بمعجزة من الله تعالى اذ بهث الارضه ( وهي حشره صغيره تقرض الاخشاب وغيرها ) إلى صحيفه المقاطعه فأكلت كل ماكتب فيها من كلمات الظلم والمقاطعه وأبقت على غيرها من الكلمات فلما راى الناس ذلك عرفو ان الله سبحانه لا يقبل بهذه المقاطعه فمزقوا الصحيفه واسلم عدد كبير منهم
الهجره:
بعد زمن قصير فارق ابو طالب عم الرسول (ص) وخديجه زوجته الحياة واحد إثر الآخر فكان لفقدهما اسوا الوقع ولاثر على رسول (ص) وهما ظهيراه وناصراه واشتدت بعد موتهما ضغوط قريش على المسلمين وبخاصة على رسول الله (ص) فامر المسلمين ان يهاجر من يريد الهجره منهم إلى الحبشه قائلا: (( إن بها ( اي الحبشه)ملكا لا يظلم عنده احد وهي ارض صدق)) فهاجر فريق من المسلمين الى الحبشه بإمر ابن عم الرسول (ص) جعفر بن ابي طالب (ع)
تآمرت قريش سرا على قتل النبي(ص) وفي الليله المحدده اخبر الله تعالى نبيه بمكرهم فأمر (ص) عليا (ع) بالمبيت على فراشه بعد ان اعلمه بمكر قريش سر علي عليه السلام لانه سيفدي الرسول بنفسه ونام في فراشه وخرج الرسول(ص) من بين المتآمرين دون ان يروه ولما اقتحمو الدار مشرعين سيوفهم فوجئوا بأن شاغل الفراش هو علي فأسقط في ايديهم وملاهم الغيظ دون ان يستطيعوا مواجهة سيف الامام (ع) اما الرسول (ص) فقد انجاه الله من بين ايديهم واحبط مكرهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)(الانفال -30)
كانت هجرة الرسول (ص) إلى المدينه المنوره ذات أثر كبير وأهميه فائقه حتى اعتبرت سنة الهجره بداية للتاريخ الاسلامي وكان سكان المدينه بنتظرون قدوم الرسول (ص) اليهم بفارغ الصبر وقد خرجوا لاستقباله بالاهازيج والتحيات والصلوات وبين جماهير قد ملاها الحماس دخل عليه الصلاة والسلام المدينه وكان اول عمل قام به هو انه امر ببناء مسجد ليكون قاعده تنطلق منه دعوه الاسلاميه وليكون منطلقا لوحده المسلمين وبالتعاون والتكاتف بين الناس تمت اقامة المسجد بمده قصيره وبدا المسلمون يجتموعون فيه كل يوم ليستمعوا إلى تعاليم نبيهم وإرشاداته عن المنكر ففريق يجلس إلى الناس يتحدث إليهم وفريق يتلقى تعاليم الاسلام واصوله وآخرون يمضون مع معاهديهم من المسلمين
وقعة بدر الكبرى:
كان الاسلام بهذه الطريقه يحقق انتشار واسعا يوم بعد يوم ويحقق المسلمون بالتالي مزيدا من القوة والقدره وقد تجلت هذه القدره واتضحت تحديدا في السنه الثانيه للهجره حيث استطاع جيش المسلمين ان يلحق بمشركي قريش هزيمة منكره وذلف في وقعة بدر الكبرى وقد اكتسب المسلمون بعد هذه الوقعه المزيد من المؤيدين والمعاهدين كما ازداد بالمقابل احساس زعماء قريش بالخطر وقد كانوا بين فتره واخرى يجهزون حمله نحو المدينه كييظهرو عجز الرسول وجماعته بكل طريقه ممكنه اما الان والله سبحانه نصير للمؤمنين فلم تعد تنفع المشركين اعمالهم وغدا الظفر واالغلبه حليفين للمسلمين في اكثر حروبهم مع المشركين لما يقدمه المؤمنون من تضحيه وفداء وشيئا فشيئا انعدمت الجراه لدى قريش على مواجهة جنود الاسلام