الحلقه الثانيه
الامام علي عليه السلام
باسمه تعالي:
انه المسجد بيت الله
انه المسجد محل عبادة الله
احترامه فرض على كل رجل وامرأه،وكل شيخ وشاب
يقصد الناس للتعبد والدعاء والتبرك واقامة الصلاة فهل سمع احد ان طفلا قد ولد في المسجد في بيت الله؟
نعم وانها ارادة الله قضت بذلك
(وجعلناها وابنها آية للعالمين)
ولان استمعوا جيدا الاقص عليكم قصة هذا الطفل الذي ولد في بيت الله.
كان هناك رجل اسمه ((اسد)) وكانت له بنت تدعى (فاطمه) كانت فاطمه امرأه عفيفه طاهرة تؤمن بالله.وكانت فاطمه هذه،هي المرأة الوحيدة التي انجت طفلا في المسجد حيث بيت الله في المسجد الذي يفوق مساجد الدنيا جميعها قدرا وعظمة في المسجد الذي اقامه نبي الله ابراهيم (ع) المسجد الذي هو مقر الكعبه المشرفه انه المسجد الحرام
(ولنجعله آية للناس ورحمة منا، وكان أمرا مقضيا)
الحق انها قصة عجيبه للغايه فلم يكن احد حتى ذلك اليوم قد سمع بان طفلا يولد في الكعبه وتناقل الناس في مكه هذه القصه فيما بينهم وكانت ولادته مدعاة لسرور ابيه وسعادته وسماه (عليا) واسم علي هو افضل اسم يعرف به هذا الطفل فعلي تعني الجليل النجيب وان الطفل الذي يولد في بيت الله لحري ان يسمى بهذا الاسم
(اوحينا إلى أمك مايوحى)
ادركت فاطمه منذ الولادة ان طفلها ليس كبقية الاطفال الآخرين كما ادرك هذه الحقيقه ايضا اقارب الطفل وعشيرته كان طفلا سليما نظيفا والى جانب الهدوء الذي يبدو عليه كان كثير الحيويه والنشاط وكانت امه تدعوه (حيدرة) وحيدرة تعني الاسد والحق ان هذا الطفل كان شبيها بالاسد فقد كان يتحلى يقوة وجرأه فائقتين ولم يكن ليخيفه شي ابدا
(وجعلني مباركا اينما كنت)
كبر الطفل واشتد عوده كان طاهرا حسن السلوك يعامل ابويه بكل عطف ومحبه ولا يتأخر عن مد يد العون الى اترابه واصدقائه الصغار كان الصغار يحبونه كما كانت قوته وشجاعته مدار احاديثهم في كل مكان
كان جميع من يحيط بهذا الطفل من الابرار النجباء ومن الطبيعي ان يكتشف عن بطل من ابطال الاسلام والتوحيد وشاءت القدره الالهيه ان يقربه نبي الاسلام اليه ويتعهد تربيته وتنشئته وكان يبدو جليا ان يد العلي القدير تحوط هذا الطفل بالرعايه فقد ولد في بيت الله وقضى طفولته في بيت رسول الله (ص) وكانت قصته على ألسنة الناس يتداولونها بالحيره والدهشه والاعجاب ففي افضل بيت تمت ولادته وعند اكرم الخلق تمت تربيته و...
(وأوحينا إليهم فعل الخيرات)
كان اهل مكه في تلك الايام يعبدون الاصنام فيسجدون لها ويمرغون انفسهم عندها بالتراب وهي التي لاتنفع ولاتضر كما كانوا يشربون الخمر ويتعاطون القمار بينما كان هذا الطفل ومنذ طفولته متوجها بقلبه الى الله فهو لم يسجد لصنم ابدا ولم يقرب عملا سيئا قط كان دائما بصحبة رسول الله (ص) يقتدي به في كل قول او عمل وكان رسول الله يعلمه الافعال الحسنه وكان من جهته يسمع اقوال الرسول فيعيها ويختزنها في خاطره ثم يربطها باعماله وتصرفاته
لم يكن علي(ع) قد تجاوز العاشره من عمره حين اختار الله تعالى محمدا وبعثه نبيا فكان علي اول من آمن به واستجاب لدعوته
والحق ان النعم التي انعم بها الله عليه كانت كثيره فهو الانسان الوحيد الذي ولد في بيت الله وهو الطفل الذي نما وترعرع في بيت رسول الله وحظي برعايته وعنايته وهو اول انسان اخذ الرسول بيده الي الايمان وكان هذا كله دلائل تشير الى ان عليا (ع) كان يعد لامر عظيم وانه سيكون اية من ايات الله
(وزاده بسطه في العلم والجسم)
كان علي (ع) متوسط القامه ممتلىء الجسم وكانت اعضاؤه تطفح بالقدره والقوه تلك القوة التي فعلت فيما بعد فعلها الكبير في سبيل الله ولنصره نبيه ودينه ومما يذكر ان بعض الفتيه كانوا يتعرضون للنبي (ص) بالمضايقه ويوجهون اليه كلمات غير لائقه والرسول عليه الصلاة والسلام يتجاهلهم لكن عليا كان يرد عليهم الرد اللائق بهم ويوقفهم عند حدودهم وقد فهموا من يومها ان مايقدمون عليه من فعل سيء لن يمر بدون عقاب
(واجعل لي وزيرا من أهلي)
جمع الرسول في احد الايام عشيرته واهله الاقربين ودعاهم الى الايمان بالاله الواحد والى ترك عبادة الاصنام وقال (اني ارسلت من قبل الله تعالى اليكم لابلغكم دينه فمن منكم يصدقني ويوازرني على ان يكون وزيري وخليفتي فيكم؟فلم يجبه احد منهم غير علي اذ وقف وقال(انا اومن بك يارسول الله وانا مصدق برسالتك وعندها عرف اقارب النبي وعشيرته وتاكد لهم ان عليا(ع) هو من سيقوم مقام النبي وسيكون رسوله ووزيره كما انتشرت هذه الواقعه بين المؤمنين وادرك الجميع مدلولها وكانت تلك مكرمه اخرى تضاف الى ما ناله(ع) من مكرمات
(ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله)
عزم الرسول (ص) على الهجره من مكه الى المدينه استجابه لامر الله تعالى وكانت ليلة الهجره ليلة خطيره قفد عزك كفار قريش على قتل رسول الله (ص) واحاطوا بيته وقد شرعوا سيوفهم ورماحهم في تلك الليله الرهيبه نام علي (ع) في فراش الرسول(ص) معرضا حياته للخطر حتى خرج الرسول (ص) من مكه بأمان ونجاه الله من مكر الماكرين وكانت هذه خطوه فداء عظيم وهي بحق مفخره من مفاخر الامام علي (ع)
(وجعلنا في ذريتهما النبوه والكتاب)
زوج الرسول (ص) عليا من ابنته فاطمه بامر من الله تعالى فعلي كان افضل المسلمين بعد الرسول(ص) ايمانا وتقوى ومعرفة وعلما وكانت فاطمه(ع) آيه في تعبدها وطاعتها لله تعالى وكانا كلاهما مثلا يحتذى كانا عليهما السلام بحرين كبيرين قدما للعالم اثمن الدرر اللآليء فمن نسلهما اتى الائمه الاطهار وقد اوحى الله جل وعلا الى الرسول(ص) باسمائهم وصفاتهم وكذلك يجزي الله عباده الصالحين تماما كما حصل لإبراهيم(ع) فحين بلغ إبراهيم الكبر وضعف أمله بالإنجاب بشره الله بإسماعيل وإسحاق كما بشرة من بعده إسحاق بيعقوب
(فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم)
شن المشركون على المسلمين بعد الهجره حملات عديده ونشبت بينهم حروب كثيره وكان بعض المسلمين يخافون التوجه الى ميدان المعركه او ينكصون على اعقابهم اذا شتد القتال لكن عليا(ع) كان يسارع الى مد يد العون للمسلمين ويبث في قلوبهم القوة ويلقي الرعب في قلوب الكافرين وكان لقوة علي وفوة ساعديه اكبر الاثر في ظفر المسلمين وانتشار الاسلام وهزيمة الشرك والباطل وتلك آيه اخرى تدل على ان عليا (ع) انسان عظيم قد اعد لعمل عظيم ففي وقعة الاحزاب وحين اجتاز (عمرو بن عبد ود) الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينه لم يعرف احد كيف يواجهه لانه كان مشهورا بقوته وشجاعته وشد بطشه بل لم يجرؤ احد على الدنو منه في ذلك اليوم تحركت قوت الكفر كله للقضاء على الايمان كله في ذلك اليوم حاصر الاعداء المسلمين عن ايمانهم وعن شمائلهم وحيس الناس انفاسهم في صدورهم في ذلك اليوم وقد تسمر (الكبار) كلهم في اماكنهم لا يدرون مايفعلون قام علي (ع) وعلي وحده وتقدم الى الميدان النزال لمواجهه عمروبن عبد ود وبضربه واحد من سيفه جندله وجندل معه جيش الكفر فدب النشاط بين المؤمنين ودبت الهزيمه والفرار بين المشركين وقبلها في بدر واحد ثم في خيبر وحنين ايام ومعارك مشهوده مزقت فيها قوة علي (ع) صفوف الاعداء وفي ظل سيفه تحقق للمسلمين الظفر قال رسول الله (ص)( بحق علي يوم الخندق ضربة علي يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين) وهذا دليل اخر على ان عليا (ع) كان مهيا لخلافة الرسول وقيادة امه الاسلام
(قلبوا لك الامور)
كان المنافقون يبثون سمومهم في كل مكان وينشرون الاحباط والشائعات بين الناس وحين توجه الرسول(ص) الى معركة تبوك استخلف عليا(ع) في المدينه ليقطع الطريق على المنافقين الذين تخلفوا في المدينه الاثارة الاضطرابات والفتن ويمنعهم من تنفيذ ما عزموا عليه ولما راى المنافقون ذلك ملاهم الغيظ وراحوا يشيعون ان رسول الله(ص) غير راض عن علي (ع) وانه قصد الابتعاد عنه فلم يصحبه معه الى الحرب على عادته
(انت مني بمنزلة هارون من موسى)
سمع علي (ع) اكاذيب المنافقين فأحس بالالم ولحق برسول الله (ص) مبديا رغبته في مرافقته لكنه (ص) اجابه بقوله ( دع عنك ياعلي اقوال المنافقين ياعلي الايرضيك ان تكون مني بمنزله هارون من موسى (اخيه) حين استخلفه مكانه؟ وانت ايضا ستبقى مكاني في المدينه وستكون مني كما كان هارون من موسى ارتاحت نفس علي (ع) حين سمع هذا القول ادرك الناس مرة اخرى ان عليا(ع) سيكون ممثلا للرسول وقائما مقامه
(فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم)
حضر نصارى نجران يوما الى المدينه يتقدمهم كبار رهبانهم ليتأكدوا بأنفسهم مما سمعوه عن محمد (ص) فقابلهم الرسول وتحدث اليهم لكن الاحاديث لم تصل الى نتيجه فتم الاتفاق على ان يخرجوا الى ظاهر المدينه ويتلاعنوا وعندها يتبين اي الفريقين على الحق وذلك بعد ان امر الله سبحانه رسوله بذلك في قوله تعالى (قل تعالوا ندع أبناءنا) ... الى اخر الآيه فدعا الرسول الحسن والحسين وقال هذان ابناي ثم دعا فاطمه(ع) ولم يدع غيرها من النساء ثم انضم اليهم مع علي فصارو خمسه ووقفوا مستعدين للمباهله اي ان يرفعوا ايديهم بالدعاء الى الله ان يظهر الحق ولما راى النصارى وجوه اولئك المعصومين تراجعوا عما عزموا عليه وايقنوا ان الرسول (ص) على حق وانه جاد في مباهلتهم حين قدم لهذه المباهله اعز الخلق واحبهم في الله اليه وبعد هذه الواقعه عرف المسلمون جميعا قدر اولئك الخمسه وفضلهم فولد علي هو نفس رسول الله بنص الايه الكريمه وذلك فضل لم يبلغه احد من المسلمين فيفوز بان يعده الله سبحانه نفسا لرسوله الكريم
(وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي)
بعد ان سجل الاسلام نصرا كاملا على المشركين بفتح مكه واستسلام قريش توجه رسول الله(ص) الى الكعبه المشرفه وقام علي بالصعود الى ظهرها مستعينا بوضع قدمه على كتف الرسول الاعظم كما امره وصار يلقي بالاصنام واحد اثر الاخر على الارض فيحطمها ولم يكن تحطيم الاصنام في تلك الايام امر يسيرا فلم تكن القبائل لترضى بتحطيم اصنامها وتقف متفرجه دون ان تفعل شيئا لكن عليا(ع) لم يابه لغضب القوم وغيظهم واكمل تحطيم الاصنام عن اخرها وهكذا فالرجل الذي حطم بالامس ابطال المشركين بسيفه حطم اليوم اصنامهم بفأسه وكان عمله هذا وما سبقه من ارتقائه على كتف الرسول مكرمه اخرى لم يفز بها احد غيره
قال له رسول الله (ص) يوما ( ياعلي لا احد يعرفك مثلي ولا احد يعرفني مثلك ) كان عليه الصلاة والسلام يعرف علي فوق مايعلمه غيره كان يعرف اي انسان كبير هو علي كان يعلم ان عليا سيكون له خليفة صادقا وفيا كان يعلم ان عليا سيكون بعده الامين على الاسلام والقرآن وسيعلمهما للناس بصدق وامانه كان يعلم ان عليا سيكون بعد اماما وقائدا للامه كان يعلم ان ائمه الاسلام وقادة المسلمين سيكونون من سلاله علي كان يعلم ان عليا انسان حق وانه مع القرآن ومع الحق كان يعلم ان عليا هو خير من استمع فوعى وخير من اسمع فأوعى كان يعلم هذا كله لان الله سبحانه وتعالى هو الذي اوحى بكل هذا لنبيه الكريم
كان الرسول (ص) وهو خير معلم يصحب عليا معه باستمرار كي يعلمه على يديه وكان يردد على مسمعه علوم القرآن الكريم التى اوحى بها الله تعالى الى رسوله ويطلب منه ان يثبت مايسمعه من رسوله الله في كتاب وكان هذا الكتاب عند علي باستمرار وبعده قام ابناؤه بحفظ هذا الكتاب الى الحد الذي يمكن تبيانه للناس ويعرف هذا الكتاب باسم (كتاب علي ) وقد بقي محفوظا عند اهل البيت (ع)
(يأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)
كان على الرسول (ص) ان يعرف الناس بقدر علي ومكانته فحين كان في طريق عودته من آخر حجة له وهي حجة الوداع وبرفقته ألوف المسلمين نزلت اليه الايه التي تدعوه الى ابلاغ الناس امر ربه بقوله سبحانه ( يأيها الرسول بلغ).... الى اخر الايه فجمع المسلمين في مكان واحد كي يبلغهم امر الله ووصاياه بحق علي.
وذلك في واد كبير يقال له ( غدير خم) واقيم منبر للرسول من جلال الجمال وسروج الخيل فاعتلاه امام آلاف الحجاج والقي بهم خطبة طويله بالغه الاهميه وحين راى منهم التوجه الكامل نحوه وان اسماعهم مغيه اليه قال(ايها الناس الست اولى بكم من انفسكم؟ قالو بلى يا رسول الله فاخذ بيد علي ورفعها وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه الهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار )
قال بعض المسلمين ( يارسول الله اتقوا هذا من عند نفسك ام من عند الله ؟ قال النبي (ص) بل من عند الله وبذلك امرت)
تقدم اصحاب رسول الله من علي مبايعين ومباركين وكان عمر بن خطاب اول المتقدمين اذ قال ( بخ بخ لك فقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه )
( الله اعلم حيث يجعل رسالته)
الحق ان عليا (ع) كان انسانا يدعو للاعجاب كان اية من ايات الله سبحانه وهو ذخيره من ذخائر الله وبه قيض الله العون لرسوله ولدينه فهو بعد الرسول امام وقائد للمسلمين وقد جعل الله الامامه في نسله بامر منه سبحانه والامامه ان لم تكن في نسل علي وفاطمه ففي نسل من تكون !
ان في ايات القرآن الكريم دلاله على من يستحق ان يكون للمسلمين قائدا وخليفه واماما
فالقرآن الكريم كان قد انبأ بأن القياده لمن سارعوا الى الايمان وكان الجميع يعلمون ان عليا كان اول المؤمنين
والقرآن الكريم قال بأن القياده هي لاولئك الذين يجاهدون في سبيل الله وعلي كان على راس هؤلاء
والقرآن الكريم قال بأن القياده هي لاولئك الذين لا يولون الادبار عند اللقاء اولئك الذين يقاتلون لاعداء اولئك الذي لايخافون ولايفرون اولئك الذين يحبون الجهاد اكثر من حبهم لنسائهم وابنائهم واموالهم والجميع علموا وقد راوا بام اعينهم من الذين يحبون الجهاد ومن الذين لايحبونه وراوا ان عليا كان الكرار غير الفرار وانه كان يفضل الجهاد على اهله وبنيه وانه كان يتقدم الصفوف عند اللقاء وانه افضل الناس علما وعباده وشجاعه وقربا من رسول الله (ص) كما عرف الجميع صلاحيته للإمه والقياده ومع معرفتهم ذلك كله قفد رفع رسول الله (ص) يد علي امام الجميع وعرفهم قدره ومكانته وبين لهم كل شيء كي لايبقى لد احد منهم اي شك او تردد
(ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ، ولكن أكثر الناس لايشكرون)
الحقيقه ايها الاخوه ان رسول الله (ص) وعليا (ع) كانا نعمتين عظيميتين من نعم الله سبحانه انعم بهما على الناس فلوا استمع الناس الى اقوال الله ووصايا رسوله لا كتملت لهم نعم الله سبحانه ولكان خالق الدنيا وخالق الانسانيه معهم ولكانوا ارتقوا في معارج المعرفه والمدنيه الحقه الى احد لم تسمع به اذن ولم تره عين ولم يخطر على بال بشر
(وألو استقامو على الطريقه لاسقيناهم ماء غد قا )
كم نحتاج في هذه الايام الى تلك القدوه الى شخصية الامام علي عليه السلام نتلمس سيرته وننهج نهجه فهو الذي كان اول الناس اسلاما ولم يزل في ريعان شبابه لن تبه جاهلية ولم تؤثر في عصبيه احب الاسلام من كل قلبه وعمل جاهدا ليل نهارا لمرضاة الله جل وعلا تحمل اذية اهل مكه وفدى الرسول بمبيته على فراشه وهاجسه ان يسلم الرسول (ص) لمصلحة العقيده لم يترك حربا من حروب المسلمين ضد الاعداء لا وخاضها وابلى فيها بلاء حسنا بشجاعته قل نظيرها ومم يخاف والاجل حق والله هو الناصر وهو الثابت في العقيده اذ روي عنه قوله(لوكفت عني الغطاء ما ازددت يقينا
ومع كونه عليه السلام نموذجا فذا في العقيده والجهاد فان من رباهم ورعاهم كولديه الحسن والحسين عليهما السلام وابنته زينب عليها السلام وصاحبيه مالك الاشتر وميثم الثمار رضوان الله تعالى عليهما كانوا نموذج لمدرسة الامام علي عليه السلام واية مدرسه افضل لتوجيه الحياة من مدرسه ادارها من ولد في كعبه واستشهد في محراب المسجد وهو يرفع راسه من سجود الصلاة انها مدرسة الجهاد في القول والعمل انها مدرسة الفوز ورب الكعبه
وهل ظن عبدالرحمن بن ملجم المرادي الذي دخل المسجد الكوفه في صبيحة التاسع عشر من رمضان وضرب الامام علي عليه السلام على راسه ضربه قاتله وهو يرفع راسه من السجود استشهد على اثرها بعد يومين في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 40 هـــــ انه انهى بذلك حياة الامام علي عليه السلام
كلا ثم كلا فحياة العظماء بافكارهم وسلوكهم وقدوتهم للناس لا باجسادهم ولامام بيننا مادامت تعاليمه في حياتنا وهذه مسئوليتنا لانستطيع التملص منها اذا نادى المنادي يوم القيامه بقوله تعالى
(وقفوهم إنهم مسؤولون)
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
موضوع: الامام علي عليه السلام 
2/3/2008, 2:18 am
